توفي مستشار رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم الأردني محمود الجوهري، المدير الفني الأسبق للمنتخب المصري، الاثنين، عن عمر ناهز 74 عاما.
وكان الجوهري - الملقب بالجنرال - نقل إلى مشفى قبل أيام، بعد إصابته بجلطة دماغية بقي على إثرها في غيبوبة حتى توفي.
ويعد الجوهري أحد أبرز المديرين الفنيين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية، وكان صاحب إنجاز تأهل "الفراعنة" إلى كأس العالم عام 1990 في إيطاليا، للمرة الأولى منذ عام 1934.
وفي عام 2002، تولى الجوهري تدريب المنتخب الأردني، وقاده للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية في الصين عام 2004 لأول مرة في تاريخ كرة القدم الأردنية، وصعد بالفريق إلى نصف النهائي.
وما إن أنهى مهمته مدربا للأردن، اختير الجوهري مديرا فنيا للاتحاد المصري لكرة القدم.
مسيرة حافلة
ولد الجوهري في 20 فبراير عام 1938 في القاهرة، وأمضى مسيرة قصيرة كلاعب مع الأهلي المصري بين 1955 و1964 انتهت بعد سلسلة من الإصابات في الركبة.
وكان الجوهري هدافا للنسخة الأولى لكأس الأمم الإفريقية في 1959 برصيد 3 أهداف، عندما أحرزت مصراللقب، كما شارك في ألعاب روما الأولمبية عام 1960.
وبدأ الجوهري مسيرته كمدرب مع فرق الناشئين في الأهلي، ثم عمل كمدرب مساعد في النادي الذي نشأ بين صفوفه في سبعينات القرن الماضي مع عبده صالح الوحش، قبل أن يعود لقيادة فريق تحت 21 عاما الذي كان يضم نواة التشكيلة التي هيمنت على الألقاب المحلية في وقت لاحق.
وسافر الجوهري إلى جدة في 1977 ليعمل كمدرب مساعد في الاتحاد قبل أن يعود للقاهرة لقيادة الأهلي في منتصف عام 1982.
وقاد "الجنرال" الأهلي لإنجاز لا ينسى في أول عام له مع الفريق، عندما ساعده على إحراز لقب كأس أمم إفريقيا في 1982.
وفاز الأهلي تحت قيادته بكأس مصر في 1983 و1984، لكن الفريق خسر لقب الدوري الممتاز في هذين العامين لصالح المقاولون العرب والزمالك على الترتيب.
عاد الجوهري لتدريب الأهلي لفترة ثانية في يونيو 1985 عقب مسيرة قصيرة مع الشارقة الإماراتي، وقاده للفوز بكأس إفريقيا للأندية أبطال الكأس في نوفمبر، لكن أزمة شهيرة مع إدارة النادي قبل انطلاق موسم 1985-1986 ألقت بظلال على علاقته بالنادي ليرحل لتدريب الأهلي السعودي في يوليو 1986.
وعين في سبتمبر 1988 مدربا لمنتخب مصر وساعده على التأهل لنهائيات كأس العالم 1990 للمرة الأولى في 56 عاما.
ورغم عروض قوية في النهائيات التي أقيمت في إيطاليا من بينها التعادل 1-1 مع هولندا بطلة أوروبا آنذاك، إلا أن هزيمة ثقيلة في مباراة ودية ضد اليونان في أكتوبر أدت إلى إقالته.
وعاد الجوهري بعد أقل من عام في سبتمبر 1991 لتدريب منتخب مصر مجددا، عقب ضغوط إعلامية وجماهيرية، وقاد "الفراعنة" لإحراز كأس العرب في 1992، وهو ما عوض الخروج المخيب للفريق من الدور الأول في كأس الأمم الإفريقية في بداية العام، لكنه استقال في يوليو 1993 بعد الفشل في التأهل لكأس العالم 1994 بالإضافة لنتائج مخيبة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 1994.
وقبل الجوهري على نحو مفاجئ في أكتوبر 1993 عرضا لتدريب الزمالك، المنافس التقليدي لنادي طفولته الأهلي، في وقت كان انتقال اللاعبين أو المدربين بين الغريمين الكبيرين أمرا غير مألوف.
وترك الجوهري بصمة فورية، وقاد الزمالك لإحراز لقب كأس إفريقيا في ديسمبر، وفي الشهر التالي فاز الزمالك على الأهلي ليحرز كأس السوبر الإفريقية.
وبعد ترك الزمالك عقب خسارة لقب الدوري الممتاز لصالح الأهلي، عمل الجوهري مدربا للوحدة الإماراتي، ثم منتخب عمان قبل عودته إلى مصر ليقود "الفراعنة" للمرة الثالثة.
عين الجوهري مدربا لمصر في مارس 1997 عقب بداية متعثرة لتصفيات كأس العالم 1998، لكنه لم ينجح في إعادة الفراعنة لطريق المنافسة، وأنهت هزيمة شهيرة أمام ليبيريا في أبريل آمال مصر عمليا في التأهل.
إلا أن التعويض جاء سريعا، وقاد الجوهري مصر لإحراز لقب كأس الأمم الغفريقية 1998 لأول مرة في 12 عاما، ليصبح أول من يفوز باللقب القاري كلاعب ومدرب.
واستقال الجوهري من تدريب مصر عقب خسارة مذلة 5-1 أمام السعودية في كأس القارات في يوليو 1999، لكنه عاد لفترة رابعة في مارس 2000 بعد الخروج من الدور الأول في كأس الأمم الإفريقية تحت قيادة المدرب الفرنسي جيرار جيلي.
وفشل الجوهري في قيادة مصر مرة أخرى لكأس العالم 2002، وكتب الخروج من دور الثمانية في كأس الأمم الإفريقية في ذلك العام فصلا لنهاية في مشواره الطويل مع المنتخب المصري.
وانتقل الجوهري بعد ذلك الى الأردن ليقوده لدور الثمانية في كأس اسيا 2004 في ظهوره الأول على الإطلاق بالبطولة القارية.
واستمر الجوهري مع الأردن حتى 2007 وعاد إلى مصر ليعمل لفترة قصيرة مستشارا للاتحاد المصري لكرة القدم، لكنه ترك منصبه سريعا عقب خلافات مع أعضاء مجلس الإدارة.
وعمل منذ 2009 إلى وفاته مستشارا للاتحاد الأردني لكرة القدم.
No comments:
Post a Comment